أخبار وتقارير

“فيديو” المفكر عبد الباري طاهر يتحدث عن ماضي و حاضر القوى التقليدية والثورة الشبابية واستمرارها ورشوة الفتات للأحزاب مقبل بقاء منظومة الحكم

يمنات

في حديثه لبرنامج المشهد على قناة الساحات..
اعد المادة للنشر: انس القباطي
قال المفكر عبد الباري طاهر، إن اليمن تتجه إلى الخلاص من كارثة عمرها أكثر قرن من الزمان، معتبرا أن هذه الكارثة لا تزال هي الواقع السائد، حيث لا نزال نشهد تفاصيلها وفصولها.
و أشار طاهر في الحلقة الأولى من برنامج المشهد، التي يبث يوميا بعد الافطار، يوميا، على قناة الساحات، منذ بداية شهر رمضان، أن اليمن يشهد تنوع و تعدد، و يشهد فصول من الحرب، هي العائق الحقيقي أمام إعادة صياغة اليمن.
و أكد أن هناك جهود تبذل، في الحوار و خارج الحوار و جهود مؤسسات المجتمع المدني و جهود عديدة جدا، و تحاول الخلاص من هذا الوضع القائم.
و أوضح أن القوى التي حكمت بالحرب و بالغلبة وبالقوة، تحاول إعاقة قيام دولة للنظام والقانون، دولة مؤسسات، دولة اتحادية ديمقراطية، منوها إلى أن هذه القوى لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل الحروب و الفتن، مشبها إياها كالسمكة و البحر.
و ذكر في سياق حوار مع الزميل عبد الله بن عامر مقدم البرنامج، أن هذه القوى هي التي تتسيد المشهد و هي الظاهرة و القامعة و المعيقة، معتبرا ما نشهده الأن في عمران و بني مطر و البيضاء ورداع و شبوة و عودة الاغتيالات، من عمل هذه القوى.
دلالات عودة الاغتيالات
و أوضح المفكر طاهر، أن هذه القوى بعد الوحدة مباشرة لجأت إلى الاغتيالات، و اغتالت ما لا يقل عن “150” من كوادر الحزب الاشتراكي و غالبية هذه الكوادر اغتيلت في صنعاء وغالبيتها قيادات جنوبية، و الأن تعود الاغتيالات من جديد لقيادات وطنية و كفاءات عسكرية و أمنية رفيعة، و بخاصة من الطرف الجنوبي، حيث اغتيل بارشيد في حضرموت، و اغتيل سالم قطن، و تغتال العشرات من الكوادر و القيادات الجنوبية و القيادات المؤهلة في الجيش و الامن.
و قال طاهر: نحن أمام قيادات عسكرية و أمنية ولاؤها للجيش والوطن و الدولة وقوى ولاؤها للطائفة و المنطقة و الحزب.
و اضاف: هذه القوى تحاول اغتيال المستقبل و اغتيال الدولة، معتبرا اغتيال القيادات العسكرية التي تسعى لإعادة هيكلة الجيش و اعادة صياغته صياغة وطنية عصرية و حديثة، هي قوى الماضي.
و تابع: للأسف الشديد لا تزال هذه القوى موجودة في الحكم موجودة على رأس الجيش و الأمن و القبيلة وهي العائق الحقيقي أمام حلم اليمنيين منذ الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر ومنذ الوحدة.
و نوه إلى أن بقاء هذه القوى في دست الحكم شكل عائق حقيقي، فلم يهيكل الجيش و يعاد صياغته ولم تقم حكومة بكفاءات وطنية نزيهة و مستقلة و إنما ما بعد الثورة تم التفاف هذه القوى على الثورة و اعيد انتاج النظام و صياغته، بترجيح هذه الكفة لصالح هذا الطرف أو ذاك ، مع ان هذه القوى هي من حكمت و هي التي حاربت و هي التي وقفت ضد الثورة شمالا و جنوبا و ضد الوحدة اليمنية و هي المسؤولة عن الدماء في الماضي و الفتن و الحروب القائمة اليوم.
الثورة الشبابية لم تفشل
و أعتبر المفكر عبد الباري طاهر، أن الثورة الشبابية، لم تفشل، و قال: “لا يوجد شيء في التاريخ ينتهي”.
و أكد الثورة لا تزال موجودة في قلب المؤسسات و في الشارع و في أذهان الناس و حياتهم العامة، و لكن الغلبة التي سادت لأسباب عديدة جدا و من ضمنها خلل كان موجود في القيادة الشبابية و في الثورة الشبابية نفسها، مكن هذه القوى بخبرتها و ذكاءها و دهائها، و سيطرتها على الجيش و الأمن، من صياغة الحكم بصيغ مموهة زائفة، ما سهل لها البقاء في الحكم.
و أضاف: هذه القوى لا تزال هي الحاكمة، فيما لا تزال الثورة قائمة و تحتاج من جديد إلى تحريك الشارع و اعادة الاحتجاج و توسيعه و اعطائه صبغة مدنية أكثر ذكاء و أكثر فهم لطبيعة الأوضاع في اليمن.
و أوضح أن هذه القوى، هي التي كانت ضد الثورة شمالا و جنوبا و ضد الوحدة و ضد الحلم ببناء دولة للنظام و القانون، و هي التي كانت وراء احداث أغسطس و 13 يناير و حرب 1994، و هي التي لا تزال موجودة و تشعل الفتن و الحروب.
و أستدرك: لكن هذه القوى أصبحت اليوم، ملامحها واضحة و محددة و معروفة و مكشوفة تماما، أمام الشعب.
عوامل بقاء القوى التقليدية
و أكد أن التفكك و التمزق و القهر و الاستلاب و القنوط الذي أصاب تيارات الشباب و التيارات المدنية و العصرية و الحديثة، و عجز قوى الأحزاب التي كان ينبغي أن تكون إلى صف المدنية وإلى صف الثورة، و كلها هي عوامل سلب أدت إلى هذا الوضع، معتبرا أن كل ذك مشهد مؤقت، و أن الحقيقة هي ان الثورة لا تزال مشتعلة و لا يزال الشباب يقاوم و لا تزال هذه القوى التي تحاول جر اليمن إلى الحروب الشاملة تدرك خطورة ثورة الشباب و جر الشعب للفتن و الحروب للتغطية على الارادة الشعبية الشاملة، و غرسها لنهج شامل في الحكم.
و نوه إلى أن هذه القوى و إن كانت متسيدة و تملك الغلبة اليوم، فهي مقهورة غدا بإرادة قوى الشباب و القوى المدنية التي هي الأقوى في الارادة السياسية.
و قال: الشيء العظيم الذي تحقق في الثورة الشعبية السلمية، اسقاط خرافة هيبة النظام وقوته و جبروته، و الخوف من نفوس الناس.
و ذكر أن البلادة السياسية لدى القوى الحاكمة، جعلتهم لا يدركون مدى الغضب الشعبي، و مدى احتياج الناس، و مدى توقهم للتحرر و الخلاص، و أن القوى التي تحتكم إلى مصالح هائلة، تحجبها هذه المصالح عن رؤية حقائق الحياة.
اليمن بين نهجين
و قال: نحن الأن في اليمن أمام نهجين حقيقيين، أحدهما نهج الغلبة و القوة و هو نهج ساقط لا محالة، و برغم الدبابات و الحروب و الاحزاب المدججة بالأسلحة و المليشيات وإثارة النعرات الطائفية و القبلية و كل ما هو موبوء بعصر ما قبل الدولة، لكن الشباب الذين اسقطوا هذه الخرافة لا يزالون يتحدون و لا يزالون في الساحات ، و لا يزالون قريبين من إرادة الناس، و أرادتهم قادرة بالفعل أن تفجر الثورة من جديد، غير أن الثورة تحتاج لشغل حقيقي من أجلها، شغل في الميادين و المساجد و الأسواق، و لابد من امتداد العمل المدني.
ظاهرة ايجابية
و أضاف: الأن هناك ظاهرة ايجابية جدا، و هي أن المجتمع القبلي اصبح أكثر اقترابا من احتجاج المدينة، حيث أصبح هناك تداخل و تشباك بين الريف و المدينة، و هو مكسب كبير للثورة السلمية.
و أعتبر أن اليمن مهيأ أكثر من أي وقت مضى للقيام بثورة شعبية شاملة تجتث هذه القوى و تخلصنا من وباء الطائفية، و العصبيات القبلية و بناء دولة للنظام و القانون.
و أشار أن اليمن قدم الكثير من الشهداء، خلال فترات زمنية طويلة ليشهد مثل هذا الفجر، منوها أن هذا الشعب مستحق و مؤهل للقيام بمثل هذا الدور، و ما حصل منذ العام 2011م، هو محاولات للإعاقة، محاولة للإحباط، و محاولة لتغييب الدولة و اضعافها، لأن القوى التقليدية المسيطرة على الحكم لا تقدر العيش إلا في ظل غياب النظام و القانون.
مخرجات الحوار ايجابية
و تابع: “الشعب اليمني يتوق إلى ما هو موجود في الميثاق المقدس 1948م، يتوقف إلى ما كان موجود في الميثاق السياسي للجبهة القومية في الستينات، يتوق إلى أهداف و مبادئ سبتمبر، يتوق إلى الدستور المستفتى عليه في دولة الوحدة.
و أكد: نحن الأن أمام قوى غيبت مكاسب الشعب اليمني، جزء من الحروب القائمة الآن، تهدف لتعطيل مخرجات الحوار.
و أعتبر مخرجات الحوار مخرجات ايجابية و فيها أساس لدستور قادم و جديد، و أن محاولة جر اليمن للحروب هو تعطيل لهذه المكاسب، تعطيل للحوار و تعطيل للثورة السلمية، و تعطيل حتى لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من أنها هي الحل السياسي الذي جاء بهذه القوى إلى الحكم، حيث لا تزال ترفض جوانب مهمة في المبادرة كهيكلة الجيش وبناء الأمن و المشاركة في الحكم.
فرقاء وشركاء خلال 33 عام
و قال المفكر عبد الباري طاهر في حديثه لقناة الساحات: الأن المشتركين في الحكم طرفين، المؤتمر الشعبي العام و الإصلاح، و هم اشتركوا في الحكم 33 عام و انقسموا و لا يزالوا متوحدين و متفقين، لأنهم كقوى تقليدية تدافع عن مصالحها.
و أضاف: شرائح المجتمع اليمني و هم الغالبية العظمى، تدافع عن الخلاص عن الحلم، تدافع عن مصالح محتملة ومستقبلية، لكن هؤلاء يدافعون عن مصالح خاصة و نهب و فيد استمر لسنوات طويلة جدا، و يدفعون عنها باستماتة.
و تابع: للأسف الشديد هؤلاء وضعوا الدولة تحت أقدام العصبية القبلية المتخلفة، فغيبت الدولة.
و أشار إلى أن اليمنيين تواقين للدولةن و استحق اليمن دولة قبل الاف السنين، و أن يحرم من الدولة في مطلع القرن الواحد و العشرين كارثة كبيرة جدا، حيث لديه اليوم من الطاقات و الامكانات ما يمكنه من بناء دولة.
و أعتبر أن الدولة القائمة مجرد إعادة صياغة النظام القديم، و بناء حكم هزيل لا يعبر عن إرادة الناس و قائم على أساس المحاصصة و التقاسم.
الشباب لم يشارك
و قال عبد الباري طاهر: الشباب لم يشارك و حرم من المشاركة، بالرغم من أن المبادرة الخليجية، تنص على مشاركة الشباب.
و أوضح أن المرأة غيبت و الفئات المهمشة غيبت، و الفئات المدنية اقسيت، و النظام الذي تحارب طوال السنوات الماضية، أعاد صياغة التحالف و التقاسم و قدم فتات كرشوة لفئات و أحزاب ضعيفة و هشة.
أحزاب هشة ترضى برشوة الفتات
و ذكر أن الأحزاب الأخرى، غير الإصلاح و المؤتمر، صارت جزء من اللعبة القائمة و جزء من الحكم القائم.
و قال: للأسف يأخذون رشوة تافهة جدا و سمجة، و لكن ليس لهم مشاركة، و قواعدهم و انصار أحزابهم رافضة للواقع.
و أضاف: سواء الاشتراكي أو الناصري أو غيرها من الأحزاب مغيبة، و في أي حراك قادم، ستكون هذه الأحزاب جزء من السلطة، و ستموت بموت السلطة لأن قيادتها أصبحت جزء من هذ الإرث.
و تابع: غالبا قيادات هذه الأحزاب صارت جزء من اللعبة، و لا تستطيع الفكاك من هذا الشراك المنصوب لها، لكن قواعدها بعيدة كلية و هي جزء من الشارع و لديها معاناتها كأي مواطن يمني.
تجديد تكتيكي
و قال: ما حصل من تجديد في بعض هذه الأحزاب خطوات جزئية و تكتيكية و لا تعبر عن الهم العام للمجتمع و الشعب اليمني، ما لم تخرج هذه الأحزاب و تتمرد عن اللعبة القائمة، و تعلن انحيازها لخيار الشعب و لخيار و الثورة.
و نوه إلى من وصلوا إلى السلطة عقب المبادرة الخليجية، لم يعودوا يتكلمون عن الثورة الشعبية السلمية، و إنما يتكلمون عن الارصدة و الحصص و التقاسم.
أحزاب لا تبعد عن رؤية المؤتمر والإصلاح
و أشار إلى أن القوى التقليدية و منها الاشتراكي و الناصري، أصبحت جزء من اللعبة القائمة.
و أكد هذه الأحزاب للأسف الشديد لا تبعد في رؤاها عن خيار الحزبين الحاكمين “المؤتمر و الإصلاح”.
تابعوا عبد الباري طاهر يوميا على قناة الساحات طيلة شهر رمضان، على التردد الجديد للقناة على النايل سات 11680 H افقي الترميز 27500
لمشاهدة الفيديو انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى